موضوع: حوار مع الشاعر المصرى محمود مغربى/ فى جريدة الجماهيرية ليبيا الأحد 15 مارس 2009 - 13:34
--------------------------------------------------------------------------------
الشاعر المصري
محمود مغربي
فى حوار موسع لجريدة (الجماهيرية ) الليبية
أجرى الحوار / عبدالرحمن سلامه
...............................
معمر القذافي يدرك قيمة الإبداع والمبدعــين وهو واحد منهم يحس بهمومهم
على الدول والحكومات أن تدرك جيدا بان المثقف
العـــربي المبدع هو ثروة قومية يجب الحفاظ
الشاعر محمود مغربى محمد حسن من مواليد فبراير 1962م بقنا ، يكتب شعر الفصحى منذ أواخر السبعينات و نشرت قصائده فى كثير من الدوريات الأدبية فى مصر وخارجها مثل : إبداع، الشعر، المجلة العربية، الحرس الوطنى، الشاهد، الثقافة العربية، البحرين الثقافية، الثقافة الجديدة، الرافد، المجلة الثقافية بالجامعة الأردنية ، كما نشرت له صحف : الجمهورية، المساء، أخبار الأدب، الرأي العام الكويتية ، الأسبوع... وغيرها ، كما أذيعت قصائده فى إذاعات : البرنامج العام، الشباب والرياضة، البرنامج الثقافي ، إذاعة دمشق، إذاعة القناة ، إذاعة وتليفزيون جنوب الصعيد، القناة الثقافية بالتلفزيون المصري.
ويعمل مشرفاً على القسم الأدبي والثقافي بجريدة صوت قنا ، كما يشغل رئيس مجلس إدارة نادي الأدب والمستشار الثقافي بمحافظة قنا وعضو اتحاد كتاب مصر، وعضو الأمانة العامة لمؤتمر أدباء مصر
، ولقد قال عنه الدكتور مجدي توفيق محمود مغربى شاعر مجيد ، قدمَّ نفسه للقراء بديوانه السابق " أغنية الولد الفوضوي " فكان تقديماً ممتازاً دل على شاعر لغته غنائية فياضة بالشعور وقد دلت كل كلمة من كلمات عنوان ديوانه على سمةٍ من سماته ، دلت كلمة " أغنية " على نوع اللغة الشعرية التي يستخدمها ، وهى لغة غنائية كما قلت لا تعول كثيراً على الحكى والسرد كما يعول عليهما كثير من الشعراء المعاصرين
ودلت كلمة " الولد "على نظرة الشاعر لذاته نظرة خاصة تناسبها كلمة الولد ولعل القارئ قد لاحظ الطريقة التي يستخدم بها الناس هذه الكلمة ، وهى طريقة تتراوح بها بين معنيين متناقضين ، فهم يقللون من قيمة إنسان ما حين يسمونه بولد ، وهم يشيرون إلى البطل العظيم بأنه " ولد " والذات الشاعرة فى الديوان السابق تشعر بعجزها شعوراً قوياً يناسبه المعنى الأول ، وتحلم بالتغيير والثورة والمجتمع الأفضل ، فى الوقت نفسه ، حلماً يناسبه المعنى الآخر ولا يزال المعنيان حاضران .
و الشاعر محمود مغربي صاحب شخصية طيبة وإنسان اجتماعي يحب التواصل مع المبدعين العرب ولديه أحلاماً كبيرة وحتماً سترى النور لأنه يملك قلباً أكبر وكلمة صادقة ومعبرة ، وهو يعتبر أن ليبيا هي بلده الأول فكان هذا هو الحوار الأول معه عبر الصحف الليبية والمصافحة الأولى مع القراء في ليبيا ...
- أنا سعيد جداً أن تجري معي هذا الحوار وسعيد أن أصافح القارئ الليبي وأتمنى أن نقضي معاُ وقتاً لطيفاً في حضرة الشعر ومشواره وكلماته ...
< بداية لماذا يكتب محمود مغربى ؟
- الكتابة هى الفعل الحقيقي ضد الموت .. ضد الفناء , بالكتابة أسماء عديدة رحلت ومازالت تعيش بيننا , الكتابة هى الفعل الخلاق وجدير بأن نضحي كثيراً من أجله.
< هل لديك طقوساً معينة للكتابة ؟
- طقوسي هي محاولة حميمة لشخبطة هذا البياض لتخرج القصيدة التي وحدها تدخل الفرح لقلبي وتحاول أن تقول للآخرين شيئا.
ودائما أرى بأن كل ما هو يحركني , يهزني بشكل تلقائي وعنيف هو دافع حقيقي للكتابة , للبناء , لذا أعتقد بأن علينا أن نفتش عما يبهرنا ويهزنا من أجل أن نعيش فى كنف الكتابة وتجلياتها الخصوصية .
< البداية كيف تراها رغم مرور السنوات والمتغيرات؟
- البدايات دائما لها روافد وقنوات مختلفة، يمكنني القول بأن بدايتي تجلت فى مشاركتي لجماعة ( رباب الأدبية ) عام 1980 والتي كان يشرف عليها الشاعر أمجد ريان فى فترة تواجده فى محافظة قنا بصعيد مصر, تواجدي واحتكاكي بكل أفراد هذه الجماعة أضاف وفتح الكثير من النوافذ الهامة ,فى هذا المناخ تعرفت عن قرب على إبداعات الكبار أدونيس وسعدى يوسف وعبدالمعطى حجازي والبياتى وصلاح عبدالصبور والسياب وأمل دنقل والأبنودى وغيرهم
كل هذا أضاف لي الكثير وفتح أمامي نوافذ جديدة لأول مرة , عرفت بأن هناك شعراً مختلفاً غير ما درسناه فى المراحل الدراسية المختلفة وجعلني أدرك مبكرا تطورات القصيدة العربية عبر مسيرة أجيالها.
وهناك أيضا أشخاص أدين لهم بالفضل اذكر منهم الشاعر امجد ريان أول مستمع حقيقي لما اكتبه ووجهني كثيرا , وهناك أيضا الروائي يوسف القعيد الذي شجعني بحماس فى أول زيارة له لصعيد مصر فى عام 1980, ومن مبدعي الصعيد الرواد لنا فى هذه الفترة سيد عبدالعاطى , عطية حسن ,والأديب الشامل محمد نصر يس ومحمد عبده القرافى وغيرهم كما يظل لثراء المكان عطاءات لا حدود لها من خلال الموروث الشعبي والسيرة الهلالية والمنشد الشعبي فى الموالد الشعبية ذات الثراء المدهش والغنى كل هذا شكل الكثير فى بداياتي.
< ما هو صدى ( أغنية الولد الفوضوي ) مجموعتك الشعرية الأولى ؟
- ( أغنية الولد الفوضوي ) هو جواز مروري الحقيقي لعالم الشعر الغنى والداهش والسحري , لقد صدرت المجموعة عن سلسلة الكتاب الأول بالمجلس الأعلى للثقافة المصرية 1998 ولقد وجدت صدى طيب جدا فى الصحف والمجلات فقد تمت مناقشتها فى فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن برنامج المقهى الثقافي , كما نوقشت فى أبحاث مؤتمر أدباء مصر من خلال الناقد الدكتور مجدي توفيق , كما نوقشت فى دراسات موسعة فى المجلات والصحف المصرية من أهمها دراسة تحت عنوان ( الحداثة النقيض فى شعر محمود مغربى ) للأديب والناقد عبدالجواد خفاجي وكتب عنها آخرون أمثال فتحي عبد السميع ومحمود الازهرى وغيرهم
< كيف ترى شبكة الانترنت وهل أثرت على جودة ووجود الإبداع ؟
- شبكة الانترنت هى بصدق إعجاز العصر الحديث الذي توفر لكل الناس , من خلالها اعتقد بان الإبداع
أصبح أكثر رواجا وفتحت أمامه الأبواب المغلقة وكسر الحواجز هنا وهناك يعنى الشبكة لها فضل كبير على حركة النشر والتواصل بين الكتاب والقراء وبين الكتاب وبعضهم البعض هى لها جهد خارق فى تواصلنا مع كتابات الآخر فى كل بقاع المعمورة, إذن نحن مع شيء سحري يدهشنا ويقدم الجديد كل يوم ويظهر لنا الجديد فى كل المجالات ، وعلينا أن نعلم جيدا بان فتح النوافذ والشبابيك والأبواب خير من إغلاقها, فتح النوافذ يعنى الضوء و النور و الهواء الصحي و و و و و و و ولنطمئن بأن الإبداع الحقيقي سوف يبقى ويصمد لأنه حقيقي أما المزيف سوف يندثر تماما , التاريخ والأيام تغربل كل شيء وتضعه فى مكانه الحقيقي الذي يستحقه .