منتدى الدكتور خالد مغازى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التشدق بالكلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
almoghazey
Admin
almoghazey


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 09/03/2009

التشدق بالكلام Empty
مُساهمةموضوع: التشدق بالكلام   التشدق بالكلام I_icon_minitimeالإثنين مايو 09, 2011 6:37 pm



الحمد لله الملك المنان، القوي العظيم السلطان، خلق الإنسان وميزه بالعقل واللسان، أحمده حمدا طيبا كثيرا يملأ الميزان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزه عن الأنداد والشركاء والأعوان، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله المؤيد بالحجة والبرهان، حذر أيما تحذير من خطر اللسان، بل جعل الصمت من كمال الإيمان، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل والعرفان، وعلى تابعيهم بإحسان على مر الأزمان.
أما بعد:
فمن المعلوم أن من أكبر النعم التي أنعم الله تبارك وتعالى بها على الإنسان بعد نعمة الإسلام، هي نعمة اللسان، فهو من نعم الله العظيمة، ولطائف صنعه العجيبة، فإنه صغير الجرم ولكنه عظيم الخطر كثير النفع والضرر، سلاح ذو حدين، ولا يستبين الكفر والإيمان، إلا بشهادة اللسان، وهما غاية الطاعة والعصيان يقول الإمام الغزالي رحمه الله: "ما من موجود أو معدوم، ولا متخيل أو مصروم، مظنون أو موهوم، إلا واللسان يتناوله ويتعرض له بإثبات أو نفي فإن كل ما يتناوله العلم يعرب عنه اللسان إما بحق أو باطل ولا شيء إلا والعلم متناول له وهذه خاصية لا توجد في سائر الأعضاء"1، ومن أطلق للسانه العنان، وأهمله سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هار، واضطره إلى البوار، فكم جر كلام مباح إلى الحرام عياذاً بالله الكريم المنان، ولا ينجو من شر اللسان إلا من قيده بلجام الشرع المطهر فلا يطلقه إلا فيما ينفعه في دنياه وآخرته، ويكفه عن كل ما يخشى غائلته في عاجله أو آجلة.
أخي الكريم: وعليك أن تعلم أن أكثر ما يدخل النار الأجوفان الفم والفرج، وإن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه، ولذلك تخوفه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يرفعه قال: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا))2، ولما سأل عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النجاة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك))3، عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال: سمع أذناي ووعاه قلبي: النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الضيافة ثلاثة أيام جائزته)). قيل ما جائزته؟ قال: ((يوم وليلة ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)) رواه البخاري برقم (6111)؛ ومسلم برقم (48).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)) رواه مسلم برقم (47).، ولمَّا كان اللسان آله النطق والبيان، فبه يبين الإنسان ما في ضميره، وكان مسئولاً عن كل كلمة تخرج منه لقول الله تبارك وتعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}(سورة ق:18).، كان لزاماً على الإنسان أن يحفظه عن التشدق في الكلام، ويحفظه عن الغيبة والبهتان، حتى يفوز برضا الرحمن فيدخله ربه تبارك وتعالى الجنان، فقد صح عن خير الأنام، وشفيع الناس في عرصات القيامة يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون عند إمام المحدثين محمد بن إسماعيل رحمه الله من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)) رواه البخاري برقم(6109).، واللسان كما أنه سبب في دخول الجنة يكون كذلك سبب في دخول النار لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال: (( تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: الفم والفرج)).4
فاللسان سبب والعياذ بالله من أسباب دخول النار كما في هذا الحديث؛ وكما في حديث معاذ رضي الله تعالى عنه الطويل: (( يا رسول الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alfikr.ahlamontada.net
 
التشدق بالكلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور خالد مغازى :: منتدى المغازية :: اسلاميات-
انتقل الى: