الكلام أسيرك، فإذا خرج من فيك صرت أنت أسيره، والله تعالى يقول{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب فاستدل عليه بحركة اللسان فانه يطلعك على ما في القلب شاء صاحبه أم أبى.
ومعصية النطق يدخل فيها الشرك ، وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ، ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك ، ولذلك فإنّ اللسان سلاح ذو حدين فهو عند اللبيب المهتدي آلة من آلات الخير والبر، ومركب من مراكب البلوغ والنجاح، وهو عند الوقح السفيه عقرب خبيثة، ودود علق يلاصق لحم من ينال.